ماجد حسن*
بعد أن انقشع غبار المعركة الانتخابية الامريكية،وفاز “بايدن” بمنصب الرئاسة…هل نشهد تسارعا في عملية المصالحة الفلسطينية. أم أن العكس هو الصحيح؟!
للتذكير فقط،والخطاب هنا موجّه للذين يراهنون على “بايدن”من أجل إعادة المفاوضات مع الكيان الصهيوني ،والاستمرار في هذا الخيار، ويرون أن ذهاب “ترامب”،ومجيء “بايدن” يعدّ نصرا مؤزّرا للقضية الفلسطينية…الرئيس السابق للولايات المتحدة( باراك إوباما)،لمدة ثمان سنوات،والأب الروحي لبايدن ،والذي عمل معه كنائب له خلال الفترة نفسها، – لم يستطع أن يؤثّر على سياسات “نتنياهو” الإجرامية، بحق شعبنا الفلسطيني،قيد أنملة،حتى لو كان هذا التأثير ،هو القبول بموقف تكيتكيٍ بسيطٍ ،من قبيل وقف الاستيطان لمدة “3” شهور فقط!
“بايدن”،ليس المنقذ لقضية شعبنا،ولا يمكن عقد الآمال عليه..ستظل مصلحة “إسرائيل” وأمنها، وتفوّقها، خيارا استراتيجيا، لكل رؤساء أمريكا السابقين واللاحقين..الفرق بين “ترامب ” و”وبايدن”،هو الخيار بين الأسوأ والسيء..الأول، اختار سياسة” حسم الصراع” مع الفلسطينيين، وفق الرؤية الصهيونية اليمينية ،والثاني ،يريد الاستمرار في سياسة من سبقه من الرؤساء والمتمثّلة بسياسة” ادارة الصراع” ،مع استمرار فرض الوقائع الصهيونية على الأرض(مصادرة الأراضي،الاستيطان،هدم المباني،اقتلاع الأشجار، الاغتيالات، الاعتقالات..…).
المنقذ لقضيتنا،ليس “بايدن ” ولا غيره ،من رؤساء أمريكا..المنقذ لقضيتنا، هو المصالحة الفلسطينية على أسس صحيحة.. المنقذ هوالوحدة الوطنية الجادة.. هوترتيب صفّنا الداخلي..والتوحّد على برنامج كفاحي ، يستنهض كل طاقات وامكانيات شعبنا في كل اماكن وجوده..هو إطلاق برنامج مقاومة جاد وفعّال، يشارك فيه الكل الفلسطيني ،على قاعدة “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”!
الوقت ليس في صالحنا..يكفي الزمن الذي ذهب هدرا ،وخسرنا فيه الكثير الكثير..
خسرنا الأرض..وخسرنا المقدّسات..وفرّطنا في الثوابت..وخسرنا أنفسنا..وخسرنا ثقافتنا الوطنية..وأسهمنا بقصد أو بدون قصد في تسريع مشروع التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني !
هل يجوز بعد كل هذه التجربة المريرة والقاسية والفاشلة والقاصمة لآمال شعبنا وطموحاته ..هل يجوز بعد كل ذلك ،ان نعيد إنتاج هذه التجربة من جديد ؟!
*كاتب فلسطيني
(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)