مقالات

إلى المصدومين ببعض الشخصيات

بقلم : د. أسامة أبو ارشيد

كان صديقي يحدّثني عن تفاجئه بانفضاح أفعال وتصرّفات شخص يحظى بمكانة اعتبارية بين بعض الناس.تحدّث بكثير من القهر والتعجّب: كيف يمكن لفلان أن يكون هكذا؟
قلت له: إن كنت ستمضي في عجبك وقهرك ، فوجّههما في وجهتهما الصحيحة.
قال: ماذا تعني؟
قلت له: يا صديقي، كثير من المؤشّرات، كانت ترجّح أن فلاناً ليس ذا خامة جيدة، دع عنك أن تكون نفيسة. ولكن، كثير من الناس، وأنت منهم، تختارون أن تتغافلوا عنها، وتتعلّقون بأهداب أخلاق مزعومة عندهم يفضحها اللحن في قولهم. تبقون تجدون الأعذار لأمثاله، تدافعون عنهم، وتتعصّبون لهم، لمجرّد أنهم يلبسون عِبَباً وَجِبَباً، وتختارون أن تتأوّلوا أي دليل لتجنّب الاعتراف بعدم نظافة أيديهم، وتقلّب مواقفهم، وعن متاجرتهم بالترند والمواقف الشعبية، ثمَّ بعد ذلك تقولون: صدمونا !
يا صديقي ، الصدمة فيكم أنتم ،عندما تختارون أن تقدّموا الفرد على الفكرة، والزعم على الخُلُق، والمَظْهَرَ على الموقف.
يا صديقي، لو أنكم تفقهون القرآن وتلتزمونه لما وقعتم في هذا الخلل. محمَّدٌ عليه أتم الصلاة وأفضل التسليم، على عظمته ومكانته، لم يُقدّم على الرسالة. “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ” (آل عمران: 144) .. “إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ. وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ. تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ. وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ. لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ. فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ” (الحاقة: 47).
عافانا الله من أن نبقى نصحوا على “صدمات مَوْهومَةٍ”،ونحن نستشرس في الدفاع عن من لا يستحق، فنساهم في تمكينهم من خداع كثير من البسطاء.

* كاتب فلسطيني

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق