مقالات

دعوة للحركات الإسلاميّة لاعتزال السياسة

بقلم : بسّام ناصر*
ممارسة بعض الاتجاهات الإسلامية للسياسة مربكة ومحيّرة.. حزب العدالة والتنمية المغربي ،كان وهو خارج السلطة من أشد مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني، لكنه انخرط وهو في السلطة في التطبيع، ووقّع (فقيهه) رئيس الوزراء، د. سعد الدين العثماني وثيقة التطبيع بنفسه..
وفي تونس،كان لحركة النهضة بعد الثورة سنة 2011 حضور وظهور.. لكن في الانتخابات الرئاسية الثانية عام 2014 ،خذلت الحركة الرئيس المنصف المرزوقي، ولم تصطف معه، وهو المعروف بمبادئه ووطنيته، وثباته على مواقفه، والمؤمن بالديمقراطية إيمانا حقيقيا..وانحازت إلى رجالات الدولة العميقة، وهي نتيجة حساباتها وتقديراتها الخاطئة أوصلت تونس لما هي عليه الآن، وهي بشكل خاص تتحمّل مسؤولية الأوضاع القائمة في تونس كما وصفها بذلك المرزوقي نفسه..
أليس اعتزال هذه الحركات والأحزاب الإسلامية، ومثيلاتها للسياسة والابتعاد عن ممارستها هو المتعيّن عليها بعد هذه التجارب المؤسفة والمفجعة؟!
دعوتي هذه، لأن ممارسة السياسة بعلم ودراية وخبرة، يتطلّب نخب سياسية عالمة بالسياسة وواعية بطبيعتها، وهذا للأسف ليس متوافرا عند غالب تلك الحركات، وهي لا تعدّ العدّة لصناعته، ولا تحفل بذلك أبدا، ما يعني أن أية ممارسة للسياسة على ما هي عليه سيكرّر الأخطاء، ويعيد الأحداث المؤسفة والمفجعة.. الاعتزال في ظل القائم هو الخيار المتعيّن..

* كاتب وباحث في الفكر الإسلامي.
* (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق