أثارت الحلقة الأولى،من برنامج “برلمان شعيب”، التي تم بثها قبل يومين، على قناة تلفزيون سوريا، ردود فعل واسعة.
البرنامج، تقوم فكرته، على جمع أعضاء منتخبين من مختلف الدول العربية في برلمان مصغّر، يرأسه اليوتيوبر والناشط الكويتي، شعيب راشد، من أجل مناقشة هموم وأفكار الشباب في العالم العربي.
ولكن محتوى البرنامج ،صدم المتابعين، في شكله ومضمونه، الذي كان أقرب ما يكون لبرامج تلفزيون الواقع والمسابقات.
أولى المفاجأت، كانت أن عدد أعضاء البرلمان هم فقط ١٢ شخصا، وسط غياب أي تمثيل لدول مثل السعودية، والإمارات، وسوريا، والجزائر .
أما المفاجأة الثانية ،كانت أن رئيس البرلمان شعيب راشد، هو رئيس غير منتخب، وتم اختياره من قبل إدارة البرنامج، على الرغم من أن فكرة البرلمان قائمة على التمثيل الديمقراطي، وإعطاء فرصة للشباب للتعبير عن أنفسهم.
وبغض النظر عن الأسئلة التي قد تدور في ذهن المتابعين عن طريقة الانتخاب الالكترونية،أو حتى ضمان نزاهته، فإن الحلقة الأولى من البرنامج التي كانت تدور حول انتخاب نائب الرئيس واللجان، شهدت ما يكون وصفه بالكوميدية السوداء.
ففي الجلسة الأولى، التي يفترض فيها أداء أعضاء البرلمان للقسم، قامت ممثّلة تونس، يسرى الكربية، وهي طالبة حقوق تبلغ ال ٢٢ من العمر ، برفع يدها اليسرى ،بدلا من اليمنى من أجل أداء القسم !! كما أن مداخلات الكربية في أغلبها بدت طفولية ولا تمت صلة لمواضيع الخلاف.
لكن ما أثار الجدل حول البرنامج، وجعله عرضة للسخرية والتندّر، هو ما قامت به ممثلة الأردن آلاء حمدان، التي تعدّ أحد نجوم السوشيال ميديا في العالم العربي، بعد انتخاب نائب الرئيس.
إذ دخلت آلاء في موجة من البكاء، وغادرت الجلسة، بعد حصولها على صوتين فقط!!
وتحوّلت كاميرات البرنامج لرصد مشاعر آلاء، بطريقة تشبه برنامج “ستار أكاديمي”، وبدا أن الهدف من البرنامج هو اللعب على المشاعر، من أجل الحصول على الإثارة الإعلامية.
بعدها، اكتملت سلسلة المهازل، بانسحاب ممثّل فلسطين من الجلسة، فؤاد ناهي، بسبب عدم انتخابه في لجنة السياسات والاقتصاد ،بحجّة أن فلسطين يجب أن تكون ممثّلة وحاضرة في هذه اللجنة.
وعلى الرغم من انسحاب ناهي، لكنه عاد لاحقا، واتّهم رئيس اللجنة، وهو شاب من اليمن، بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية، بسبب تأكيده أن فلسطين ستكون حاضرة في النقاشات، فهي قضية كل العرب.
وقد أثارت الحلقة الأولى من البرنامج المتابعين، بسبب احتوائها على كم كبير من المشاحنات والدراما غير المبرّرة، بالإضافة إلى خيبة الأمل من مستوى البرنامج وفكرته، ومستوى الأشخاص المشاركين فيه، الذين تغلب عليهم السطحية!