مقالات

الدور الخطير الذي يمارسه أصحاب العمائم

د. محمد الفقيه

من أخطر الأدوات، التي يمكن أن يوظْفها الحاكم المستبد، لتركيع الناس،واضطهادهم،وتجويعهم ،ومصادرة حريّاتهم، هم رجال الدين،لأن الشعوب خاصة منها الفقيرة، تميل الى التديّن، ولو كان الكثير من المعتقدات التي يؤمنون بها قائم على الخرافة، لذلك هم يثقون برجال الدين،ويعتبرونهم وكلاء الله في الأرض،والناطقين الرسميين والحصريين باسم الله ،
فإذا رفعت الحكومات الأسعار ،يخطبون بالناس،ويقولون لهم:إن الأسعار بيد الله، يرفعها متى شاء، ويخفّضها متى شاء،ويستدلون بقوله صلى الله عليه وسلم : إن الله هو المسعٌر !
وإذا انتشر الفقر والجوع والبطالة، قالوا للناس المضطهدين، إن الرزق بيد الله يبسطه لمن يشاء ويقبضه عمن يشاء، فالرزق قدر من الله، وقالوا لهم إن الفقراء يدخلون الجنة، قبل الأغنياء بألف عام أو يزيد.
وإذا ظهرت الطبقية، واتّسعت الفجوة بين الفقراء والأغنياء ،حّروا الفقراء أن ينظروا إلى ما بين أيدي الأغنياء،واستدلوا بقوله تعالى: ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به أزواجا منهم ….
وإذا الظالم المستبد، قهرهم وسلب أموالهم وسرق رغيف خبزهم،حذّروا الناس من العصيان ، وحذّروهم من التململ والتذمّر ،وأمروهم بالطاعة،واستدلوا عليهم بقوله تعالى : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ….
وإذا المستبد، أصبح حارسا أمينا للفساد، وراعيا ومؤسّسا للفواحش وللمنكرات ، وأنكر الناس ذلك ، قالوا للناس:أنتم السبب،واستدلوا على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم : كما تكونوا يولّى عليكم …. ،
وأخيرا وليس آخرا، إذا هوّدت القدس،وانتهكت كل المحرمات والمقدسات، قالوا للناس : لا عليكم سيأتي يوم يدافع عنكم الشجر والحجر ، ويقول يا مسلم، هذا يهودي خلفي تعال، فاقتله .
للأسف،هذا هو الدور المنوط بكثير من العمائم البيضاء والسوداء والحمراء ، فهل هناك دور أقذر من هذا الدور ؟!

(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق