مقالات

الحوثيون أداة نخر وشوكة في خاصرة اليمن

بقلم : د. بسام علي العموش

لم يكن الحوثيون، قبل تحالفهم مع إيران، إلاّ أداة نخر داخل اليمن، فهم الشوكة التي كانت في خاصرة الدولة اليمنية،وخاضوا حروبا ضد دولتهم،إذ كانوا دولة داخل الدولة، وعاصمة دولتهم (صعدة)،حاربوا علي عبدالله صالح ست حروب،وظلّوا واقفين لطبيعة المنطقة الجبلية، ولطمعهم أن يكونوا هم قادة الدولة بقوة السلاح ، وليس عبر صناديق الاقتراع،وهم يستندون في ذلك، إلى العقلية القبليّة، التي لم تتمدّن لتصل إلى مفهوم الدولة.ومما ساعدهم على هذا، أن الدولة اليمنية عبر عقودهم، لم تستطع نزع السلاح من الناس،إذ كان الشعب يملك ،كما جاء في بعض الإحصاءات،أربعين مليون قطعة سلاح، وكان شيوخ القبائل يملكون الدبابات والمدافع !! وقد شاهدت في بداية التسعينات ،في زيارتي اليتيمة لليمن، السلاح في الشوارع والطرقات ،حتى إذا ذهب الرجل لشراء ضمّة نعنع ،لا بد أن يكون الكلاشنكوف على كتفه !!
المستجد، هو تسلّل إيران لليمن، ونجاحها في استقطاب الحوثي ،بل شراءه ،وربما تحويله من الزيدية إلى الإثني عشرية.وحين سيطر الحوثي على صنعاء ،قال محمد صادق الحسيني وغيره من طهران:
” نحن نحكم أربع عواصم عربية”، وما داموا يحسبون الأرقام، فهم يتطّلعون لجعلها خمس عواصم أو ستة “.
نعم سيطروا أو على أقل تقدير ، صار لهم نفوذ لا ينكره إلا مكابر ،فكلمتهم موجودة في بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء .وقالها حسن نصرالله : مرجعيتنا الشرعيّة إيران،لا الحكومة اللبنانية ،وعلى الحكومات التي يسيل لعابها للسياحة الإيرانية ،أن تجهّز نفسها للالتحاق بالعواصم الأربع .
أما ما قاله وزير الإعلام اللبناني ،جورج قرداحي ،قبل توزيره بأنها حرب عبثية ” فصحيح”،ولكن المغالطة في الموضوع ،أن يقول إن الحوثيين يدافعون عن اليمن !!كيف هذا ،وهم سبب بلاء اليمن ؟ وهم المنقلبون على الحكومة الشرعية في صنعاء ؟! ولماذا لا توجّه كلمة ” العبث” لإيران، التي تفكّر بعقلية التوسّع، وامتطاء المذهب الشيعي والتجارة بدم الحسين رضي الله عنه ؟! .
الحوثيون ،جماعة وليس لهم أن يحكموا بقوة السلاح الواصل لهم من إيران؟ يمكن أن يحكموا عبر الانتخابات،ويمكن أن يكونوا جزءا” من تحالف يمني_ يمني . أما أن يكونوا تابعين لدولة إيران،فهذا ما لا يقبله يمني مخلص.لقد سلّم الحوثيون اليمن لإيران ،لممارسة غسيل الدماغ في التعليم !! مع أن رحلة ايران كلها في الاتجاه التوسّعي، رحلة خاسرة اليوم أو غدا . إيران التي نريد ،هي إيران الجارة ، وإيران المسلمة ، وإيران المحترمة لجيرانها ،والتي لا تتدخّل في شؤونهم،أما إيران الحاقدة ،وإيران الاغتيالات،وايران القلاقل ،فلا مجال أمامها إلاّ المواجهة ،وهو ما يجري بينها وبين السعودية في اليمن ولبنان،مع علم الجميع ،أن السعودية لا تتدخّل في الداخل الإيراني، لكنها لا تريد موطئ القدم الذي يهدّدها من اليمن ،وربما من بلدان أخرى مجاورة ،حيث يتم استخدام المذهب لهذا الغرض .
جورج قرداحي ،لم يقل الحقيقة ،بل غالط في الكلام !! ولو قال:يجب وقف الحرب،ودعا إلى المصالحة بين اليمنيين، وقيام الحكومة الشرعية بواجباتها، لرفعنا له القبعة، وقلنا معه إنها حرب عبثية، لكن السؤال من هو العابث ؟ وكيف نوقف عبثه ؟

نائب وسفير ووزير أردني سابق

(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق