تقارير و تحليلاتعام

مرفأ بيروت.. حريق جديد وسط شكوك بعمل مقصود لـــ “إخفاء أدلّة” الانفجار العظيم

خيّم الهلع والذعر على العاصمة اللبنانية مجدّداً، إثر حريق جديد شبّ في مخزن للزيوت وإطارات السيارات في مرفأ بيروت.

وفي وقت، لاتزال بيروت تلملم جراحها، بعد انفجار الرابع من آب (أغسطس) 2020م، الذي أودى بحياة نحو 190 شخصا، ودمّر مساحة شاسعة من المدينة، اندلع حريق كبير مخلّفا سحابةً سوداء كبيرة فوق بيروت ليزيد من معاناتها.

وعلى الرغم من التطمينات، التي صدرت عن الجيش اللبناني والجهات الرسمية، فإن الجميع بدأ بإخلاء المناطق المحيطة بالمرفأ، خشية وقوع انفجار آخر يودي بحياتهم.

وسارع الكثير من اللبنانيين، إلى تهيئة أنفسهم وأوراقهم للهرب حال وقوع انفجار محتمل، وفتحوا النوافذ خوفاً من تحطّم الزجاج، فيما اختبأ الأطفال، وغادر الموظفون شركاتهم، وازدحمت الشوارع بالسيارات.

ومع زوال حالة الرعب، عقب إعلان السيطرة على الحريق، ازدحمت أفكار اللبنانيين بالأسئلة، تحديداً بعدما تبيّن أن الحريق، قضى على الآلاف من طرود المساعدات الغذائية، التي كانت تخزّنها لجنة الصليب الأحمر الدولية لمساعدة المتضررين.

وأثار اندلاع الحريق شكوكاً لدى سياسيين وحقوقيين تساءلوا عن سبب اندلاعه في “مسرح الجريمة”، مشيرين إلى سيناريوهات كالمطالبة بالتأمين، أو حرق أدلة الانفجار السابق. ورأى كثيرون أنّ ما يحصل، هو “عبث” في موقع الجريمة.

وتسآءل رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، -الذي قدّم استقالته من البرلمان إثر انفجار 4 آب (أغسطس) -: “كيف يمكن أن يندلع حريق جديد على الرغم من وجود الأجهزة الأمنية والقضائية كافة في مسرح جريمة مرفأ بيروت”؟!

ولم يستبعد الكاتب اللبناني خضر حسان، أن يكون الحريق مفتعلاً لإخفاء معالم الجريمة، واستعطاف المجتمع الدولي بصورة إضافية لتسريع عملية الدعم، دون انتظار الإصلاحات. 

من جهته، رأى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، أن “ما حصل في المرفأ اليوم ومهما كانت اسبابه هو بمثابة طعنة جديدة للبنانيين جميعاً، واستهتار كبير، واهانة للدولة والمجتمع”.

أما الرئيس اللبناني ميشال عون، فقد قال في تغريدة على حساب الرئاسة بتويتر: “إن حريق اليوم الضخم الذي اندلع في المرفأ المدمّر بالفعل، قد يكون عملا تخريبيا مقصودا، أو نتيجة خطأ تقني أو جهل أو إهمال”.

وقال الجيش اللبناني في بيان مقتضب عبر “تويتر”: إن الشرطة العسكرية “باشرت التحقيق في الحريق بإشارة من النيابة العامة العسكرية”، دون التطرّق إلى تفاصيل أخرى.

يشار إلى أن السلطات اللبنانية، لا تزال تحقّق في الانفجار المروّع داخل المرفأ، والذي تسبّب بتشريد نحو 300 ألف شخص، ممن تدمّرت منازلهم، أو تضرّرت، أو تصدّعت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق