مقالات

عبدالرحمن الراشد… نموذج العَلمانيين الذين استعانت بهم السعودية !

أحمد القضاة*

مكّنت السعودية، فريقا من العَلمانيين، في مناصب متقدّمة ومؤثّرة ،وهو مؤشّر لمرحلة جديدة في السعودية، والتي تخطّط لدخولها، وهو ما رأيناه الآن بشكل مقزّز !… أحد هؤلاء ،عبدالرحمن الراشد، وهو الشخصية الإعلاميّة، صاحبة مقولة القرآن للمتخلّفين، الذي جاء في مقال له نشره في ( الشرق الأوسط ) في الثالث من رمضان 1424 هـ( التاسع والعشرين من تشرين الأول ( أكتوبر ) 2003 ) . .
و كانت مقالاته تعبّر عن موقف تلك الفئة،التي يتلقّى أوامره منها،وهذا واضح من مواقفه في أزمة الربيع العربي،وموقف الأنظمة منها ،خاصة السعودية ، وكذلك كانت قناة ” العربية”، والمجموعات الصحفية التي أدارها،و التي كانت تتبنّى المواقف المعادية للتغيير، و تبنّيه الثورة المضادة . و واضح من تنقّله ما بين مؤسسات اعلامية سعودية رسمية خارج الحدود، وإنتاجه فلم فهد و فيلم عبدالله و 50 عاما من الصراع !!!
عبد الرحمن الراشد (ولد في 1956) ،وكان يشغل منصب مدير عام قناة العربية منذ عام 2004 حتى استقالته منها يوم 22 نوفمبر 2014 ،وتعيينه عضوا في مجلس ادارة مجموعة MBC، وهو يكتب في جريدة الشرق الأوسط، التي سبق أن ترأّس تحريرها قبل عمله في قناة العربية.الراشد ،هو صاحب شركة ORTV للإنتاج الإعلامي.وهو متزوّج من مذيعة العربية الإعلاميّة ريما مكتبي. وقد عُرف عن عبد الرحمن الراشد، انتماءه للتيار العلماني، وانتقاده الحاد للإسلاميين عموما، والإخوان المسلمين. التحق ببعثة دراسية إلى الولايات المتحدة الأميركية ،حيث درس الإنتاج السينمائي في الجامعة الأميركية بواشنطن.وفي العام 1980 ،تولّى إدارة مكتب صحيفة الجزيرة السعودية في العاصمة الأميركية.
بعد خمس سنوات ،انتقل إلى المملكة المتحدة، بعد التحاقه في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، كنائب لرئيس تحرير مجلة (المجلة) السعودية الأسبوعية الصادرة من لندن، وبعد سنتين تقلّد منصب رئاسة التحرير في المجلة حتى العام 1998،حين عُيّن رئيساً لتحرير جريدة الشرق الأوسط اللندنية.
في العام 2003 ،قدّم عبد الرحمن الراشد استقالته من المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق ،وتلقّى بعدها عرضاً من مركز تلفزيون الشرق الأوسط (MBC) لإدارة قناة العربية الإخبارية، إحدى قنوات مجموعة MBC والتي يقع مقرّها في مدينة دبي للإعلام. وتم تعيين الراشد رسمياً في بداية 2004 خلفاً لصالح القلاب.
يوم الثلاثاء 14 سبتمبر 2010 ،قدّم الراشد استقالته من إدارة قناة العربية، دون أن يعلن الأسباب. استقالة الراشد جاءت بعد توقّف مقاله اليومي عن الظهور في “الشرق الأوسط” ابتداء من 5 سبتمبر بدون سبب يذكر. وذكرت تقارير أن الاستقالة، جاءت بعد أن بثّت القناة في 2 سبتمبر برنامجا بعنوان “الإسلام والغرب” ،ناقش التحالف التاريخي بين مؤسّس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود، ومحمد بن عبد الوهاب.وقال وليد الإبراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC :إن الراشد اختار الاستقالة رغبة منه في تحمّل مسؤولية بعض الأخطاء، التي ظهرت على الشاشة “خلال الفترة الوجيزة الماضية”، بدون أن يذكر ذلك البرنامج بالاسم.في 16 سبتمبر، أعلن الراشد إرجاء استقالته ،بعد أن رفضها وليد الإبراهيم،،وفي 18 سبتمبر، استأنف الكتابة في “الشرق الأوسط”.
أسّس الراشد شركة ORTV للإنتاج الإعلامي،مع زميله الإعلامي السعودي عثمان العمير، الذي غادرها لاحقاً لتصبح الشركة لمالكها الوحيد عبد الرحمن الراشد. تُعنى الشركة بإنتاج أفلام وثائقية وتاريخية وسياسية وفنية وبيئية متنوّعة، من ضمنها برنامج( العين الثالثة)، الذي يعرض على قناة العربية.
وقد أنتجت الشركة الفيلم الوثائقي “فهد” الذي بثّته العربية على مدار خمسة أيام ،بعد وفاة الملك فهد بن عبد العزيز في 1 أغسطس 2005.الفيلم يتألّف من خمسة أجزاء، مدة كل جزء ساعة تلفزيونية. يقول الراشد : إن الفيلم بدأ تسجيله في عام 2001 ،واستغرق عاما ونصف، وصوّرت مقابلاته في 15 مدينة. وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة العربية، فقد كشف الفيلم لأول مرة عن مجريات أحداث مهمة على لسان صانعيها ،أو شهود عليها، مثل توتّر العلاقة السعودية-الأمريكية، بسبب اكتشاف واشنطن صفقة صواريخ سرية اشترتها الرياض من بكين والمواجهات مع إيران واحتلال وتحرير الكويت ومشروع فهد في قمة فاس العربية وأزمة أسعار النفط.
خلال عام 2007، تم إنتاج فيلم وثائقي ضخم من خمسة أجزاء، يحمل اسم “عبد الله”، يتناول الجزء الأول والثاني منه ،سياسة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الخارجية، ورؤيته للتحوّلات الدولية على خلفية أحداث 11 سبتمبر، والقضية الفلسطينية، والحرب في لبنان وأفغانستان والعراق والتغيّر الحاصل في العلاقة بين الرياض وطهران. ويتناول الجزء الثالث والرابع السياسة الداخلية، خاصة الإصلاحات السياسية والاجتماعية الحاصلة والمتوقعة ،بعد تولّي الملك عبد الله بن عبد العزيز مهام الحكم. أما الجزء الأخير ،فيُركز على الحياة الشخصية للملك، نبذة عن تاريخه، صفاته الشخصية، تطلّعاته واهتماماته. ومن ضمن المتحدثين في الفيلم، ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز، والرئيس الأميركي جورج بوش الابن، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، والزعيم جنوب الأفريقي نيلسون مانديلا. تم تصوير الفيلم، ولأول مرّة، داخل أروقة قصر الملك ومكتبه، أثناء تأديته مهام عمله وتعاطيه مع أفراد أسرته وموظّفيه .وبعد عرض الحلقة الأولى،من هذا الفيلم الوثائقي ،تم إيقافه فجأة! وفي حين قال عبد الرحمن الراشد: إن سبب وقف العرض ،هو خلافات داخلية وأنه يأمل أن يتم عرضه لاحقا. وقال موظفون في قناة العربية: إن وقف عرض الفيلم ،جاء بناء على أوامر مباشرة من الأسرة المالكة لسعودية.
.. وقد حذّر دولة قطر، بأنها قد تلقى مصيراً مثل مصير المعتصمين بميدان “رابعة العدوية” إذا لم ترفع “الراية البيضاء” في الأزمة الخليجية الراهنة.

*كاتب أردني

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق