مقالات

ما لم يحكه عبد المجيد محمود للإعلام

بقلم: وليد شرابي

بالأمس ،خرج المستشار عبد المجيد محمود من جديد، ليشنّ هجوما حادا على الرئيس الشهيد محمد مرسي !!!
وانا أقدّر سبب حالة الهياج العصبي،التي يعاني منها عبد المجيد منذ تسع سنوات وحتى الآن، حين أقاله الرئيس مرسي .
فبلا أدنى شك أن منصب النائب العام، كان من أشد الحصون التي تتستّر خلفها الدولة البوليسية العميقة آنذاك ،وأن ما أقدم عليه الرئيس مرسي، من هدم لهذا الحصن، لم يكن متصوّرا لدى كل أركان تلك الدولة، فما بين يوم وليلة ،وجد عبد المجيد نفسه من نائب عام، إلى متهم في قضية رشاوى مؤسسة الأهرام !!!
وجد الرجل نفسه ينزل لأخر مرة،من مكتب النائب العام، وهو يعلم أنه قد بدأ طريقا لو انتهى ،سوف يسير به إلى مصير محتوم داخل السجن .
لكن أنا لا أكتب هذا المقال ،لكي أعيد ما سبق وأن قلناه قبل ذلك، بالرغم من أنه يجب تذكير الناس به من آن لآخر ،لكن ما دفعني للكتابة، هو غياب الرئيس الشهيد محمد مرسي عن المشهد ،وأصبح من المستحيل أن يعرف الناس منه الكثير من الحقائق عن فترة حكمه ،والأسوأ من ذلك، أن يخرج عبد المجيد ليهاجم الرئيس الراحل محمد مرسي ،وهو يعلم أن الطرف الأخر لن يمكنه الرد، فأردت أن أرد أنا بما أعلمه من حقائق .

منذوصول الرئيس مرسي إلى الحكم ،اجتهد عبد المجيد قدر إستطاعته ،في عقد لقاء خاص مع الرئيس بعيدا عن نظر الاعلام، لرفع حالة الاحتقان ضده، واسترضاء الرئيس، لكن الرئيس رفض طلبه المتكرّر، وأغلب ظني أن سبب الرفض من الرئيس، كان لسابق علمه ،بأن عبد المجيد، هو أحد الأطراف الرئيسة في إفساد التحقيقات ،في قضايا قتل المتظاهرين،خلال أحداث ثورة يناير .

لجأ عبد المجيد بعد ذلك، إلى جماعة الإخوان المسلمين، من خلال عقد عدة لقاءات وديّة مع عدد من قيادتها ،تم بعضها داخل مكتبه، وسعى لتقديم نفسه للجماعة كنائب عام، يصلح للعمل مع النظام الجديد ،لكن هذا لم يفلح في تهدئة الرئيس مرسي ضده .

وسّط عبد المجيد محمود ،رجل أعمال معروفا من الاخوان المسلمين – موجود خارج مصر حاليا – لتهدئة الرأي العام المتصاعد ضده ،ونقل رسائل الاسترضاء والولاء للجماعة، لكن هذا لم يؤثّر على موقف الرئيس .

بمجرّد أن صدر القرار من الرئيس مرسي ،بعزل عبد المجيد ،حتى أسرع هو والمستشار عادل السعيد – النائب العام المساعد آنذاك – إلى نقل كمية كبيرة من الأوراق الموجودة في مكتبه إلى جهة مجهولة ،وذلك قبل وصول المستشار الجليل طلعت عبد الله إلى مكتبه، لمباشرة مهام منصبه الجديد .
ليس من المروءة ،أن يخرج عبد المجيد الآن ليحكي للناس عن بطولات زائفة، حول تجرؤه على الرئيس مرسي وهو في منصبه ،فالصورة التي يحكيها عبد المجيد ،كانت على عكس الواقع الذي شاهدته تماما .
وليس من النبل أن يذكر الإنسان أي شخص بماضيه الملوّث – كما أفعل أنا الآن – ،لكن أعتذر للقراء ،فأحيانا لا أستطيع أن أمنع نفسي من الرد على هؤلاء .
أخيرا أنصح عبد المجيد بأن يهدأ ،وأن يسعى إلى نسيان ما فعله معه الرئيس مرسي ،ولو زاد عبد المجيد مرة أخرى،سوف أزيد مرات قادمة بما يسوءه .

قاض مصري

  • (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق