مقالات

لا عدوان على غزّة

بقلم : ماجد حسن*

عطفا على ما ذكرته سابقا، حول تصريحات الزعيم الصهيوني”ليبرمان” ،حول امتلاك المقاومة في غزة،لصواريخ “كروز”،والقنابل “العنقودية”،فإنني أود الإشارة إلى إن هذه التصريحات،تاتي ضمن احتمالين:
الاحتمال الاول:ان هذه التصريحات،تأتي في سياق المناكفة السياسيةالمحتدمة بين القادة الصهاينة، ومن باب المزايدات بين هؤلاء القادة، أيّهم اكثر حرصا على أمن الكيان الصهيوني ،وامن مواطنيه ،وهذا الفن يجيده”ليبرمان “كثيرا..وان تصريحه هذا لا يعبّر عن واقع حقيقي لدى المقاومة،خصوصا ان مثل هذه الاسلحة،تصنّف ضمن الأسلحة المتطوّرة في العالم،ولا يُصنّع مثل هذه الأسلحة، إلاّ الدول المتطوّرة في العالم.
الاحتمال الثاني:أن هذا الرجل – وبحكم صلاته القوية مع مسؤلين امن كبار في المؤسسة العسكرية الصهيونية،كونه كان وزيرا للدفاع في الحكومة السابقة – ،يمتلك معلومات استخبارية دقيقة ،أن المقاومة حقيقةًً تمتلك مثل هذه الاسلحة،وفي حالة استخدامها في مواجهة مقبلة، سيقول لشعبه:الم اقل لكم،وحذرتكم بأن غزّة تمتلك مثل هذه الأسلحة،وان حكومتكم، لم تعر هذا الأمر، أي اهتمام،فهم يتحمّلون مسؤولية ما حصل لكم،لأنهم سمحموا لأهل غزة ،ان يمتلكوا مثل هذا السلاح،ولم يعملوا على منعها،او حتى إعلامكم غزة تمتلكها حتى تستعدوا لها !
اما القول بان هذا التصريح ،ياتي ضمن سياق التحضير لعدوان جديد على غزة-والذي قال به كثير من ا الأصدقاء- ، فإنني استبعده للاسباب التالية:
1-ان “ليبرمان” الان،ليس له علاقة بصناعة القرار في الكيان الصهيوني،فهو ليس وزيرا،او مسؤولا في اي مؤسسة من مؤسّسات الدولة،وبالتالي فإن تصريحاته لا يمكن التعويل عليها كمعطيات من قبيل اعتبارها مقدّمات لشنّ عدوان جديد على غزة .
2- إن شنّ اي عدوان جديد على غزة،لن يقدّم عليه الكيان الصهيوني،إلاّ إذا توافرت له ظروف موضوعية وإقليمية مواتية،وكان حساب الربح عند الصهاينة، اكثر بكثير من حساب الخسارة لديهم،خصوصا وان قادة الكيان يعلمون علم اليقين، ان اي عدوان على غزة ،سيواجه برد حتمي،ولن يكون كالعدوان على سوريا وايران،فهناك يعتدون ويعربدون ،ولا من ردّ عليهم،ولا من رادع لهم،وفي تقديري ان هذا الظرف غير متوافر الآن!
3- إن الوضع الداخلي للحكومة الصهيونية، لا يتسم بالانسجام والتعاضد،بل عل العكس تماما،فهو اقرب ما يكون إلى حكومة برأسين، ولا يوجد اي ثقة بين قادتها،مما يجعلها غير قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية من قبيل اتخاذ قرار بالحرب!

*كاتب فلسطيني

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق