مقالات

أعلام الدعوة (٧)… الشقيقان الشيخان محمد وعمر سليمان الأشقر


الدكتور أحمد نوفل
الأخَوَان الشيخان الشقيقان الجليلان، محمد وعمر سليمان الأشقر.
أكملا الدكتوراه من الأزهر الشريف،في الفقه وأصوله، فيما أعلم،ولكنهما كانا في الحديث والتفسير كأنهما متخصّصان،فقد كتب الدكتور محمد تفسيراً موجزاً، وعمل كلاهما في الكويت، ردحاً طويلاً من الزمن، ،حتى جاء على العرب زمن الفتن،فغادراها وعادا إلى الأردن،وظلاّ فيها،حتى وافاهما الأجل.
كان الدكتور محمد في وزارة الأوقاف الكويتية، عضواً في المجمع الفقهي فيها، وكان له نشاط كبير، وأخرج العديد من الكتب والموسوعات، وقد زرّته في وزارة الأوقاف،عدّة مرات، إذ كانت الوزارة تدعوني هي،وإذاعة القرآن، ووزارة الإعلام الكويتية ،كل رمضان تقريباً، لتقديم حلقات في إذاعة القرآن الكريم، وقال لي أكثر من مرة وزير الأوقاف: نحن لا ندعو أحداً كل عام إلا أنت، حتى ولا شيخ الأزهر، فقلت: جزاكم الله خيراً. وجمهور الكويت أحبابنا، وهم من كان يطالب بهذا ،والحمد لله.
والدكتور عمر كان خطيب جمعة في الكويت، وكان له جمهوره الكبير ،وحضوره المميّز، وقد كانت الجالية الأردنية والفلسطينية،من أضخم الجاليات في الكويت،ولكن جمهوره لم يقتصر على هذين، بل كان يجمع الكويتيين والمصريين والسوريين، لوسطيته واعتداله، ووعيه ،وصدقه، وإخلاصه، وجهره بكلمة الحق.. وزرته في منزله بالكويت،أكثر من مرّة،وكنا نلتقي في منزله بعدد كبير من المغتربين الزوار أو المقيمين في الكويت،من الموظّفين فيها من الأردن وفلسطين،فبيته كان مزاراً ومرجعاً، وكان عامراً بالضيوف دواماً.
والأخوان الكريمانجمعا إلى العلم الشرعي الغزير، فقهاً، وأصولاً ،وحديثاً ،وتفسيراً، جمعا إلى ذلك تديناً واعياً ،وسلفية بلا تكلّف، ولا تزيّد، مع وعي عميق بالواقع العربي،والإسلامي، والعالمي، جعلهما مرجعاً لتلاميذ كثيرين من شتى المنابت والأصول.
وكانت الكويت ،على قدر كبير من الانفتاح والسماحة،وما زالت، من أحسن البلاد العربية موقفاً من قضايا المسلمين، ولسنا نمدح ،بل هذا هو الواقع المشهود، والموقف المعهود.
ولذلك ،تجد نفسها مذمومة،من بعض العربان المتطرّفين، في الخروج على الأمة!
وأعتقد أنهما بعد مجيئهما إلى الأردندرّسا هنا في جامعات الأردن،كل في اختصاصه، وأصدر كل منهما عدداً من الكتب.
ولقد حافظا على سمتهما الجامع،بين الجد والعلم والسماحة وكرم الخُلق وسعة الاطلاع والتعمّق في أكثر من ميدان،ومخالطة الخلق،على تنوّع مرجعيات من يراجعونهم، فكانوا محلّ ثقة من جميع التوجهات،ولم يكن لهم موقف معاد،أو متحيّز، أو متعصّب ضد أحد من التيارات، احترمهم الجميع وخرج في جنازتيهما، عندما توفى الله كلاً منهما، وأعتقد أن الدكتور محمد سبق،أقول مشى في جنازتيهما كل التيارات والتوجّهات، لأنهما كانا جامعَين واسعَين،غير متحيّزين، ولا متحزِبيّن لجهة، ولا متعصْبَيُن لفكرة أو تيار..وهذا الأليق بعالِم واسع شامل، كالأخوين الكريمين: محمد وعمر سليمان الأشقر، نذكرهما بالخير، وندعو لهما بجزيل الثواب والأجر، جزاء ما قدّما لدينهما، من علم وعمل وإخلاص متفان، وتواضع جم،مع علم غزير ،وكان عاجل أجرهما هذا القبول الواسع من الجميع والثناء العاطر والدعاء الحسن.
رحمة الله على العالمين الجليلين الأخوين الكريمين:عمر الأشقر، ومحمد الأشقر.

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق