مقالات

ليث شبيلات الذي رفعناه على أكتافنا فتنكّر لنا !

بقلم : أسامة مطير

في الثمانينيات من القرن الماضي ،كنت طالبا في الجامعة الاردنية،عندما استضاف الاتجاه الاسلامي، المهندس ليث شبيلات، لتقديم محاضرة للطلاب قبيل الانتخابات التكميلية لمجلس النواب.
واجتهدت مع إخواني في الاتّجاه الإسلامي ، على حمل يافطات دعايته الانتخابية،واعتبرناه بحكم فهمنا الإسلامي المتقدّم ،أننا نعمل لكل إسلاميّ نرى فيه الخير،وقد تسلّقت شخصيا الأعمدة ،وعلّقت صوره ويافطاته ، وسهرنا الليالي، وكتب الله له الفوز ،ثم تقدّمت الأيام ،ورفعناه مرّ ة أخرى على اكتافنا إلى النقابات، ولكن سرعان ما بدأت تظهر مواقفه ،الرافضة لتوجّهات الحركة الاسلامية ، التي كان لها الفضل فيما وصل إليه.
فقد اظهرت مواقفه،انه لا يمكن التحالف معه، لأنه يتقلّ ب في ولاءاته الانتخابية،بل ويحالف أشد أعداء الإسلاميين من يساريين وشيوعيبن وغيرهم في سبيل وصوله إلى المناصب.
ولا يمكن لتنظيم أن يضع سلّته بين يدي رجل، لا يحسب حساب خطر الاستئصال للتنظيم،بمواقف هي أقرب إلى التهوّر ، في جو ينتظر كثيرون تلك السقطة من اجل الانقضاض عليه.
الإخوان ،هم الذين أسّسوا جمعية المركز الاسلامي، وجمعوا الأموال ووّزعوها دون فساد على مستحقيها،حتى أصبح ذلك مصدر خطر معتبر لخصومهم ،ولم يستطع هؤلاء الخصوم، وبعد سنوات من التقاضي ،وتشكيل لجان التحقيق ،أن يثبتوا أي فساد للإخوان في أيّ من ملفّات الجمعية.
الإخوان، هم الذين أسّسوا أكبر جمعية خادمة للقرآن الكريم بمئات المراكز ،وخرّجوا ألآف الحافظين والحافظات،لأجل الدين والإسلام ، وهم الذين اتّهمهم ليث أنهم لا يعملون لأجل الدين.
نسي ليث أو تناسى، أن الحفاظ على مؤسّسية وتنظيم الحركة الإسلامية في الأردن ،هو جزء من شرعية وجودها والسماح ببقائها ، على الرغم من تلك الخسائر الضخمة التي منيت بها، بسبب قوانين الانتخابات الاردنية(الفيزيائية المعقّدة)،التي جعلت الفائز بخمسة ألآف صوت من الحركة الإسلامية ،يخسر أمام منافسه في الدائرة نفسها، الذي حصل على ستمائة صوت !
اتهم ليث الجماعة، بأنها لم تقف موقف رجولي في اتفاقية وادي عربة، وأنها بقيت في المجلس النيابي الذي مرّر الاتفاقية،ولم يذكر رفض الحركة المقلّمة الإظافر قانونيّا للاتّفاقيّة.
نسي ليث أن الحركة الإسلامية،في مجلس النواب أقليّة وليست أكثريّة.
ونسي ليث أنه هو نفسه لم ينسحب من مجلس النواب ،احتجاجا على مفاوضات ومقدّمات اتفاقيات السلام.
ليث اتّهم الإخوان بالخيانة،ولم يذكر ملفات الفساد التي يعرفها كما يقول .
ليث هرول إلى بشار الاسد، بينما أهلنا في سوريا يقتلون ،بينما الحركة الاسلامية وقفت منسجمة مع نفسها إلى جانب المظلومين في سوريا.
ليث هرول إلى حسن نصرالله،في وقت كانت أيدي نصرالله تقطر من دم أطفالنا في سوريا.
ليث دعم إيران منذ حربها على العراق إلى اليوم .
يا سيد ليث…أنت تستطيع أن تصيح بصوت عال ، ويُحْكَم عليك ،ويعفى عنك بسهولة،ولكن جماعة تستشعر مسؤولية وطن كامل ،لا تستطيع أن تتّخذ قرارا عاطفيا، أو نزوة ،طائشة، تدخل وطنا كاملا في دوّامة الفتنة.

*ناشط إسلامي أردني

(المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق