مقالات

لماذا لم يعد أغلب الزعماء العرب يتقنون فن الخطابة وقواعد اللغة العربية؟

ياسر أبومعيليق*

الموضوع بسيط، ولا يتطلّب أكثر من تدريب،لمدة ثلاثة أشهر (كحد أقصى)على حالات الإعراب وأحكام اللغة، وفن مخاطبة الجماهير.
ربما أكثر زعيمين،مفوّهين،شهدتهما هما بالترتيب :الملك حسين رحمه الله، والرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. الملك حسين يتفوّق على الجميع، بأنني لم أشهد له خطاباً يقرأه من ورقة، بل اعتقادي أنه كان يحضّر الخطاب ،ويتمرّن عليه، ثم يلقيه بارتجال وفصاحة ،تليق بمنصبه.
أما حسني مبارك،فلم يكن يفضّل الفصحى،بل كان يلجأ للعاميّة المصرية لمخاطبة شعبه،باستثناء الأحداث الجسام، ،التي كان يفضّل فيها الفصحى “العسكرية” المصرية (وهي لغة فصحى يسودها وجوم في الصوت ومدّ وتسكين لأواخر الكلم). وفي الحالتين، ،كانت الكاريزما، وسرعة البديهة لديه كافيّة لمنح خطاباته طابعاً ارتجالياً قريباً للشعب، وكل كلمة كانت وراءها رسالة.
بالطبع هناك زعماء لبقون، ولكنني لم أشهدهم، لأنهم سبقوا عصري.
ياسر عرفات رحمه الله ،لم يكن مفوّهاً، وكان يكرّر لازمات كثيرة عندما تضيع أفكاره، ولكنه كان أعلى المذكورين كاريزما…
أما في جزيرة العرب، فقد هجرت العربية أهلها، فلا يوجد أي حاكم خليجي أستطيع أن أقول بأنه لبق، أو مفوّه، أو يتقن مخارج الحروف ،وإعراب أواخر الكلمات. ربما يكون أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أقلهم “ذبحاً” للغة العربية،ولكنه قليل الخطاب بشكل يصعب فيه إصدار حكم نهائي عليه.
اللغة ،مفتاح من مفاتيح تحريك الشعوب وحشدها،وإتقانها يضيف رونقاً خاصاً إلى شخص الحاكم، ويمنحه قدرة على إدارة دفة أي حوار لصالحه…. لعلّكم تعقلون!

*صحفي فلسطيني.

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق