لا موجة جديدة وكبيرة لــ “الكورونا”

بقلم: د.حسام أبو فرسخ*

     كثير من المتابعين لي،  وجّهوا أسئلة عديدة، حول المرحلة القادمة من الكورونا، فاختصرتها فى أهم عشرة أسئلة لهذه المرحلة (بداية حزيران 2021)

1- هل هناك موجة جديدة من الكورونا ؟
هناك استبعاد كبير، من وجود موجة كبيرة أخرى فى المستقبل المنظور،بل إن الأمور تتّجه نحو التعافى،ولكن مع فتح القطاعات ، من المتوقّع أن تكون هناك حالات تتذبذب فى الارتفاع ،ولكنها لن تصل إلى حد مقلق ،ولن تكون هناك أى زيادة عن الطاقة الاستعابية للمستشفيات (بإذن الله).
2- هل ستبقى الكورونا معنا إلى سنوات طويلة؟
أتوقع أن الكورونا “بمعظمها” ،ستتقلّص كثيرا فى نهاية شهر حزيران( يونيو)، ولكن ستبقى ارتدادات للموجة الكبيرة الأخيرة التى أصابتنا، ولكنها لن تصل إلى المستوى المقلق بتاتا ،حتى فى المستقبل. ولكن لا يمنع هذا من وجود حالات متفرّقة من وقت لآخر ،وأى زيادة فى عدد الحالات ستكون مؤقّتة، نتيجة فتح القطاعات تباعا،ولن نرى الكورونا تقريبا بتاتا فى العالم ،بعد سنة من الآن، أي أتوقّع أن تصبح من التاريخ. ولا أتوقّع، أننا سنحتاج إلى لقاحات أخرى من الكورونا السنة القادمة (كما روّج لذلك البعض).
3- هل ستكون الكورونا موسمية ؟
فيروسات الكورونا، ليست فيروسات موسمىا بطبيعتها كما هى الانفلونزا، ولن تكون هذه الكورونا موسمية
4- هل نحتاج الى أخذ لقاح الكورونا كل سنة؟
لا أعتقد أننا سنرى الكورونا بعد سنة من الآن ،ولا أعتقد أننا نحتاج لأخذ لقاح كل سنة، مثل الانفلونزا ( وهذا مناقض تماما لما روّج له البعض ومنهم نائب رئيس شركة بيونتك).
5- ما هو أفضل لقاح الكورونا ؟
بما أن الكورونا، هو وباء مجتمعي، وهو مؤّقت (أى لن يكون دائما)،فأي لقاح متوافر هو فعّال فى منع الإصابة، أو بتخفيف حدة الاصابة،وبمنع انتقال العدوى بين الأشخاص ،فكلهم تفريبا متساوون فى ذلك. ولا أفضّل لقاحا على آخر، ولكن بعض الدول تفضّل ( سياسيا) بعض اللقاحات على أخرى ،وهذا ليس له علاقة بجواب السؤال.
6- هل يمكن لمن أصيب بالكورونا، وعنده أجساما مضادة أن يأخذ اللقاح وأي لقاح تفضّل بهذا الخصوص ؟
الإصابة بالكورونا ،وحسب الدراسة الدنماركية تحمى بنسبة 80% من الإصابة الثانية بالكورونا. وهذه الحماية ،هى مقاربة (وقد تكون أفضل) من بعض اللقاحات المتوافرة. أى أن من أصيب لا يحتاج لأخذ اللقاح، ولكن في هذا السؤال تتدخّل فيه السياسة بقوة، فمن اضطر لأخذ اللقاح، فأنا أفضّل فى هذه الحالة اللقاح الصينى،لأنه الأقلّ ضررا على الصحة بعد الإصابة. وقد وجدت من اتصالاتى مع من أصيب سابقا، ثم أخذ اللقاح بعدها ،أن فايزر قد يكون الأسوأ، وبعدها الأسترازينكا. ولكن معظم من أخذ الصينى، لم يعان من أى أعراض قوية (هذا من ملاحظاتى الشخصية لمئات المتصلين معي وليست دراسة). ولكن نوعية اللقاح تتدخّل فيه السياسة كثيرا، وبعض الدول تفرض نوعا معيّنا، وهذا ما لا أستطيع أن أجيب على أفضليته فى هذه الحالة.
7- هل نحتاج لبس الكمامات لسنوات طويلة؟
فى نهاية شهر حزيران (6) القادم، لن تكون الكمامات فى الغالب ضرورية،وكثير من دول العالم غيّرت قوانينها، بحيث إنها نزعت عنها صفة الإلزاميّة، وجعلتها خيارا مفتوحا للأفراد،أما رأيي الشخصى فى ذلك، فأنا أنصح بالابقاء على الكمّامة فى التجمّعات الكبيرة ،ولكن فى التجمّعات الصغيرة، وبين الأقارب قد تكون أقل أهمية.
8- ماذا تتوقع الكورونا إن فتحت القطاعات الأخرى وصالات الأفراح؟ وماذا تنصح؟
لا بد أن تبدأ الحياة بالعودة إلى طبيعتها وبالتدريج. وإن كان متوقّعا زيادة عدد الحالات،ولكن هذه الزيادة ،لا أتوقّع أن تسبّب موجة كبيرة، بل ستكون زيادة متوقعة.أنصح كل من يرتاد هذه الصالات، بأخذ الحيطة بالكمامة ،والتباعد ،وعدم المكوث مدة طويلة فىها.
9- ماذا تنصح لمن أخذ اللقاح مرّتين، ولم يكوّن أجساما مضادة. هل يأخذ جرعة أخرى ؟
ليس هناك دراسة على هذا الموضوع. وكما أن المناعة لا تتمثّل فى الأجسام المضادة فقط،ولكن فى العموم ،أنصح أن يأخذ جرعة ثالثة (وان كان ليس هناك دليل علمى قاطع بذلك)
10- ماهى النصائح للأفراد والمجتماعات والحكومات فى المرحلة المقبلة؟
بالنسبة للأفراد،أنصح بالابقاء على الكمّامة قدر الامكان فى القاعات المغلقة ،وعدم المكوث فى الأماكن المغلقة المكتظة لأكثر من 15 دقيقة،والابتعاد عن التقبيل والسلام الملامس قدر الامكان، حتى نهاية هذا الوباء من العالم
أما بالنسبة للمجتمعات،فأنصح بعدم عمل الأفراح قدر الامكان فى الأماكن المغلقة، وتجنّب الزحام بكل أشكاله.

وأما للحكومات: فاننا أنصحها بعدم التضييق على القطاعات مع أول ارتفاع لعدد الإصابات (فهو متوقّع مادام القطاع الصحي، يستطيع أن يستوعب الأعداد)،وأنصح بمحاولة العودة إلى دورة الاقتصاد الطبيعية ،كما أننى أشدّد على زيادة وتيرة اعطاء للّقاح للناس بأسرع وقت.

*استشاري تشخيص الامراض النسيجية والسريرية. البورد الامريكي
المختبرات الطبية الاولي

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)