مقالات

لماذا أتوقع أن يفوز دونالد ترامب بفترة رئاسية ثانية؟


ياسر أبومعيلق*
من أجل أن أشرح قناعتي المترسّخة،من أكثر من عام ونصف،بأن دونالد ترامب سيفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبفارق واضح أيضاً عن منافسه جو بايدن، هاكم الملخّص في نقاط:

*منذ تولّيه منصب الرئيس،بات واضحاً للجميع ،أن ترامب لا يلعب وفق قواعد السياسة الأمريكية، والغاية عنده تبرّر أي وسيلة. هذه النقطة الهامة، أغفلها فريق هيلاري كلينتون عام 2016، وعلى ما يبدو أغفلها وسيغفلها فريق جو بايدن.

*ترامب – برغم غبائه السياسي، وافتقاره إلى مفردات لغوية، لشرح وجهات نظره،إلا أنه أستاذ في استغلال الإعلام، بفرعيه التقليدي والحديث. يكفيكم أن العالم الآن بأسره،يعيش ضمن فقّاعتيّن اخترعهما ترامب وإدارته: الأخبار الزائفة (fake news)،والحقائق البديلة (alternative facts)، بدون أن نتحدّث عن اختلافنا مع هذين المفهومين.

*ترامب كذّاب، كما وصفه جو بايدن في المناظرة المخزية يوم الثلاثاء ٢٠٢٠/٩/٢٩،ولن يتورّع عن رواية أي كذبة ممكنة، لدفع عربته إلى الأمام، وكسب نقاط أمام خصومه.ترامب يعتبر الرئيس الأمريكي صاحب أكبر سجّل من الكذبات المثبتة.

*الحزب الديمقراطي الأمريكي،تسيطر عليه “طغمة”،تعتاش على المحسوبية، وابتعدت بشكل كبير عن الشارع،وحتى الرموز التي بدأت تمثّل الأقليّات المهمّشة والشباب،تم قمعها (ألكساندرا أوكاسيو كورتيز، بيرني ساندرز…)،لحساب مرشّح تقليدي باهت، وعجوز للغاية، مثل، جو بايدن، وهذا سيقصي جزءاً ساخطاً من الناخبين الديمقراطيين، وسيصبّ في صالح ترامب.

*فريق بايدن،كان يعوّل على ظهور رئاسي،وقور،وهادئ،معزّز بالأرقام والدراسات،لمرشّحه في المناظرة الرئاسية،لكن ترامب سيطر تماماً على مجريات المناظرة ،وحوّلها إلى “مسخرة”، ونجح نجاحاً باهراً في تحطيم هذه الصورة لبايدن،ودفعه إلى الصراخ والسُباب (اخرس يا رجل! انظروا إلى هذا المهرج!). لا أحد يغلب ترامب في معركة صراخ!!

*أمر آخر قام به فريق ترامب قبل المناظرة، هو نشر مقاطع فيديو، تشير إلى أن بايدن يقرأ كل إجاباته في مقابلاته الصحفية، من جهاز قراءة، مثل،الذي يستخدمه المذيعون في قراءة نشرات الأخبار، بما يوحي أنه ليس عفوياً في أفكاره، وأن كل المقابلات مسجّلة، ومتفق على أسئلتها سلفاً.

*هذا الفيديو عزّزه، إخراج بايدن عن وقاره في المناظرة، وما تبعها من تلعثم بايدن، ونسيانه المؤقت لما كان يريد قوله،وهذا طبيعي في ظل وجود “متنمّر” مثل ترامب.

*لا يجب أن ننسى، أن ترامب لا يريد جذب الناخب الأمريكي التقليدي،بل يسعى لتكرار نجاحه غير المتوقع أمام هيلاري كلينتون، وتحريك “حزب الكنبة”: أولئك الناخبون الذين لا يؤمنون بأن الانتخابات قد تجلب تغييراً لواقعهم. هؤلاء تحرّكوا بقوة وراء ترامب عام 2016 ،وقد يتحرّكون من جديد في وجه تهويلاته، من أن بايدن لو فاز سيزيد الضرائب،ويقرّ تدابير “شيوعية”!!

*ترامب غازل وما زال يغازل اليمين المتطرف، وجماعات التفوْق العرقي الأبيض والنازيين الجدد، وتلك جماعات برغم قلة أعضائها،إلا أن ولاءهم الشديد لقرارات الجماعة،قد تكون الريشة التي يحتاجها ترامب لقلب نتائج الانتخابات.

*علينا أن نعترف،بأن جزءاً ليس باليسير من وعود ترامب الانتخابية قد نفّذها: بناء جزء من الجدار على الحدود مع المكسيك، تقييد الهجرة لأمريكا، القضاء على “داعش”، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، تعزيز العمالة وتقليل البطالة، أموال الخليج الطائلة التي حصل عليها، الانسحاب من اتفاقات المناخ والتجارة الدولية، سحب القوات الأمريكية من عدة مناطق حول العالم. هذا كله تم في أربع سنوات، وبالمقارنة مع إدارة سلفه أوباما، فقد نفّذ ترامب الكثير مما وعد به.

*برغم الجائحة الحالية، وأثرها المدمّر على الاقتصاد العالمي، إلا أن الإجراءات التي قامت بها إدارة ترامب، زادت من قوة الدولار، أمام بقية عملات العالم، وعزّزت البورصة الأمريكية بشكل لم يتوقعه خبراء الاقتصاد، حتى وإن كان ذلك على حساب زيادة، يتوقّع أن تصل إلى 30% في الدين السيادي الأمريكي،وهذه كارثة مستقبلية،لكن أثرها الآني إيجابي حتى اللحظة.
طبعاً، يمكن أن أتوسّع أكثر بكثير، لأعود بالزمن إلى تاريخ ترامب كرجل أعمال، وصاحب شركة مقاولات،ونجم تلفزيون، وكيف كان يدوس كل من في طريقه للنجاح، وكيف تعاون مع كثيرين لتحقيق أهدافه،ليلقي بهم بعدها في الهاوية،عندما تنتهي منفعتهم، لكن ذلك سيعني كتاباً كاملاً.
كل هذه الأسباب،تدفعني إلى قناعة بأن ترامب سيفوز في انتخابات نوفمبر٢٠٢٠، وبرأيي أنه سيفوز بفارق واضح عن جو بايدن،الذي أراه سينهار أكثر وأكثر مع كل مناظرة رئاسية قادمة.
*صحفي فلسطيني.

 (المقالة تعبّر عن الرأي الشخصي للكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق